بقلم
دكتور محمد نبيل جامع
أستاذ علم اجتماع التنمية الريفية بجامعة الإسكندرية
دكتور محمد نبيل جامع
أستاذ علم اجتماع التنمية الريفية بجامعة الإسكندرية
"حديث البرادعي أمس على قناة الحياة يوضح أمرين، أولهما أنه إنسان جميل بكل معنى الكلمة، والثاني أنه مازال مع منطلقاته الأولى التي أفقدت ثورة الشعب المصري طريقها لتحقيق أهدافها، لتنحرف نحو تمكين طيور الظلام، هو مصمم على إعادة إنتاج الفشل، فمازال يتحدث عن شراكة وطنية مع من لا يعترفون بوطن ولا بإنسانية. . الرجل عاجز عن الاستفادة حتى من خبراته الشخصية. . الرجل كارثة على الحراك السياسي المصري." (كمال غبريال).
يجذبني فكر الأستاذ كمال غبريال لوضوحه وإيمانه الصريح بالحرية والإنسانية وبكل ما يعبر عنه وإن كان متقلبا أحيانا، مثلي أنا شخصيا، وربما يرجع ذلك للشخصية العاطفية التي يبدو أننا نشترك فيها.
يقول أن البرادعي إنسان جميل ولكنه كارثة على الحراك السياسي المصري لمجرد أنه يتحدث عن شراكة وطنية مع الإخوان والسلفيين (طيور الظلام) الذين لا يعترفون بوطن ولا بإنسانية. أدعو الاستاذ غبريال أن يتدبر النقاط التالية:
1. البرادعي يمكن أن يطلق عليه أحد "العشرة المبشرين بالإيمان بالحرية والإنسانية"، وأجزم أنك لن تختلف معي على ذلك.
2. البرادعي هو من أول القنابل التي أَطلقت الحراك السياسي المصري، وهو من أقوى المحركات التي أطلقت ثورة يناير المجيدة. وأجزم أنك لن تختلف معي أيضا، فكيف يكون كارثة على الحراك السياسي المصري؟
3. من يعشق الحرية كالأستاذ غبريال، لابد أن يطلق الحرية للكافر أن يكفر، والعلماني أن يتعلمن، ولطير الظلام أن يحلق في ظلامه. من يعشق الحرية عليه أن يتعلم أن يعيش مع المؤمن والكافر والعلماني والمظلم.
4. هل أخطأ البرادعي عندما يعترف أن قدرنا هو أن نعيش مع الإخوان والسلف؟ هل يصح أن نبيدهم؟ هل يصح أن نحرمهم من الوجود، وقد خلقهم الله بيننا؟ هل يصح أن نحرمهم من حقوقهم السياسية وغيرها؟ هم يودون إقصاءنا نظرا لظلامهم، فهل يجب أن تقصيهم بأسلوبهم أنت أيها المستنير؟ أم تفكر في كيفية إنارتهم بنورك، وفي كيفية التعامل معهم، بل وفي كيفية إدماجهم الصحيح في نسيج المجتمع والإنسانية؟ وتأكد صديقي الأستاذ غبريال، أن أبناء هؤلاء المظلمين وأحفادهم سيستنيرون بحكم التطور الإنساني المعاصر وربما سيصبحون الأكثر استنارة.
5. البرادعي بالتأكيد يدخل في جيش المستنيرين الوطنيين المخلصين ذوي الكفاءة الهائلة والقدرات غير العادية ورأس المال الاجتماعي والدولي والسياسي العظيم، فهو بمثابة أمين الثورة، أمين مصر الجديدة، مثله كمثل أبي عبيدة عامر بن الجراح القرشي، أمين الأمة. رجل أمين لا يتلوى ولا يتلون، وهذا ما يكرهه الإخوان فيه، فهو يطبق المثل الشعبي "امشي عدل يحتار عدوك فيك". دع البرادعي في عالم السياسة ليذكرنا بأن السياسة يمكن أن تكون سياسة على الطريقة الإسلامية الحقة، سياسة أخلاقية وليست سياسة كذب وخداع وتآمر ونقض عهد وظلم وقتل وتحالف مع الأعداء كسياسة الإخوان الحالية. شجًع البرادعي واطلب عونه يا أستاذ غبريال وتمنى بقاءه في جيش المستنيرين.
6. كيف تطلب يا أستاذ غبريال من البرادعي أن يكون مستقيما كما هي طبيعته، وإن رأى أن الإخوان والسلف يصلحون للشراكة الوطنية فليقبل بما هو كائن الآن، ويغلق فمه ويلزم بيته؟ هذا الكلام قد يقال للبعض، ولكن بالتأكيد ليس للبرادعي. تذكر سيادتك أن الشراكة الوطنية شراكة بين المختلفين والأقطاب والأضداد وإلا لأصبحنا كخلية الأميبا، أبسط المخلوقات وأدناها.
7. البرادعي رمانة ميزان المعارضة فهو الوسط بين الشباب المتهور والشباب البليد، وهو الوسط بين المعارضة النارية والمعارضة السلبية، وهو الوسط بين المعارضة الانتهازية والمعارضة الساذجة، وهو بالتأكيد الوسط بين عمرو موسى وحمدين صباحي. رمانة الميزان هي دوام الاستقرار والاستدامة.
8. البرادعي هو من الشخصيات المصرية النادرة التي تستطيع أن تسبح بمهارة فائقة في بحر العلاقات الدولية المتشابكة والمعقدة للغاية، والتي أصبحت من أقوى العوامل المؤثرة على مسار الحركة الوطنية والتنمية المصرية. مصر الخاسرة قبلي وقبلك يا أستاذ غبريال لو صمت البرادعي وجلس في بيته.
وفي النهاية يا أستاذ غبريال، ما رأيك في قضية "الحوار" التي يضغط بها الإخوان الطائفيون، ليتخذونه غطاءً سياسيا (باستعمال تعبيرهم) لمرور الوقت وإنهاك الشعب والمعارضة والاستمرار في معترك الأخونة والتمكين القميء؟ هل توافق على حوار حول مائدة يشترك فيها تسعة إن يريدوا إصلاحا يصلح الله بينهم، ثلاثة حكام من أهلها (الحكومة وليكونوا الكتاتني والجزار والبلتاجي)، وثلاثة حكام من أهلها (المعارضة وليكونوا البرادعي وصباحي وعبد الجليل مصطفى)، وثلاثة محايدين (وليكونوا مصطفى حجازي، وإكرام لمعي، وأحمد كمال أبو المجد، مع حفظ الألقاب)؟ وليكن هذا الحوار تحت رعاية القوات المسلحة وكرمها.
يجذبني فكر الأستاذ كمال غبريال لوضوحه وإيمانه الصريح بالحرية والإنسانية وبكل ما يعبر عنه وإن كان متقلبا أحيانا، مثلي أنا شخصيا، وربما يرجع ذلك للشخصية العاطفية التي يبدو أننا نشترك فيها.
يقول أن البرادعي إنسان جميل ولكنه كارثة على الحراك السياسي المصري لمجرد أنه يتحدث عن شراكة وطنية مع الإخوان والسلفيين (طيور الظلام) الذين لا يعترفون بوطن ولا بإنسانية. أدعو الاستاذ غبريال أن يتدبر النقاط التالية:
1. البرادعي يمكن أن يطلق عليه أحد "العشرة المبشرين بالإيمان بالحرية والإنسانية"، وأجزم أنك لن تختلف معي على ذلك.
2. البرادعي هو من أول القنابل التي أَطلقت الحراك السياسي المصري، وهو من أقوى المحركات التي أطلقت ثورة يناير المجيدة. وأجزم أنك لن تختلف معي أيضا، فكيف يكون كارثة على الحراك السياسي المصري؟
3. من يعشق الحرية كالأستاذ غبريال، لابد أن يطلق الحرية للكافر أن يكفر، والعلماني أن يتعلمن، ولطير الظلام أن يحلق في ظلامه. من يعشق الحرية عليه أن يتعلم أن يعيش مع المؤمن والكافر والعلماني والمظلم.
4. هل أخطأ البرادعي عندما يعترف أن قدرنا هو أن نعيش مع الإخوان والسلف؟ هل يصح أن نبيدهم؟ هل يصح أن نحرمهم من الوجود، وقد خلقهم الله بيننا؟ هل يصح أن نحرمهم من حقوقهم السياسية وغيرها؟ هم يودون إقصاءنا نظرا لظلامهم، فهل يجب أن تقصيهم بأسلوبهم أنت أيها المستنير؟ أم تفكر في كيفية إنارتهم بنورك، وفي كيفية التعامل معهم، بل وفي كيفية إدماجهم الصحيح في نسيج المجتمع والإنسانية؟ وتأكد صديقي الأستاذ غبريال، أن أبناء هؤلاء المظلمين وأحفادهم سيستنيرون بحكم التطور الإنساني المعاصر وربما سيصبحون الأكثر استنارة.
5. البرادعي بالتأكيد يدخل في جيش المستنيرين الوطنيين المخلصين ذوي الكفاءة الهائلة والقدرات غير العادية ورأس المال الاجتماعي والدولي والسياسي العظيم، فهو بمثابة أمين الثورة، أمين مصر الجديدة، مثله كمثل أبي عبيدة عامر بن الجراح القرشي، أمين الأمة. رجل أمين لا يتلوى ولا يتلون، وهذا ما يكرهه الإخوان فيه، فهو يطبق المثل الشعبي "امشي عدل يحتار عدوك فيك". دع البرادعي في عالم السياسة ليذكرنا بأن السياسة يمكن أن تكون سياسة على الطريقة الإسلامية الحقة، سياسة أخلاقية وليست سياسة كذب وخداع وتآمر ونقض عهد وظلم وقتل وتحالف مع الأعداء كسياسة الإخوان الحالية. شجًع البرادعي واطلب عونه يا أستاذ غبريال وتمنى بقاءه في جيش المستنيرين.
6. كيف تطلب يا أستاذ غبريال من البرادعي أن يكون مستقيما كما هي طبيعته، وإن رأى أن الإخوان والسلف يصلحون للشراكة الوطنية فليقبل بما هو كائن الآن، ويغلق فمه ويلزم بيته؟ هذا الكلام قد يقال للبعض، ولكن بالتأكيد ليس للبرادعي. تذكر سيادتك أن الشراكة الوطنية شراكة بين المختلفين والأقطاب والأضداد وإلا لأصبحنا كخلية الأميبا، أبسط المخلوقات وأدناها.
7. البرادعي رمانة ميزان المعارضة فهو الوسط بين الشباب المتهور والشباب البليد، وهو الوسط بين المعارضة النارية والمعارضة السلبية، وهو الوسط بين المعارضة الانتهازية والمعارضة الساذجة، وهو بالتأكيد الوسط بين عمرو موسى وحمدين صباحي. رمانة الميزان هي دوام الاستقرار والاستدامة.
8. البرادعي هو من الشخصيات المصرية النادرة التي تستطيع أن تسبح بمهارة فائقة في بحر العلاقات الدولية المتشابكة والمعقدة للغاية، والتي أصبحت من أقوى العوامل المؤثرة على مسار الحركة الوطنية والتنمية المصرية. مصر الخاسرة قبلي وقبلك يا أستاذ غبريال لو صمت البرادعي وجلس في بيته.
وفي النهاية يا أستاذ غبريال، ما رأيك في قضية "الحوار" التي يضغط بها الإخوان الطائفيون، ليتخذونه غطاءً سياسيا (باستعمال تعبيرهم) لمرور الوقت وإنهاك الشعب والمعارضة والاستمرار في معترك الأخونة والتمكين القميء؟ هل توافق على حوار حول مائدة يشترك فيها تسعة إن يريدوا إصلاحا يصلح الله بينهم، ثلاثة حكام من أهلها (الحكومة وليكونوا الكتاتني والجزار والبلتاجي)، وثلاثة حكام من أهلها (المعارضة وليكونوا البرادعي وصباحي وعبد الجليل مصطفى)، وثلاثة محايدين (وليكونوا مصطفى حجازي، وإكرام لمعي، وأحمد كمال أبو المجد، مع حفظ الألقاب)؟ وليكن هذا الحوار تحت رعاية القوات المسلحة وكرمها.
0 التعليقات: